يتناول هذا الكتاب مفهوم المنهاج واسسه وعناصره وتنظيماته والانعكاسات التربوية المترتبة على ذلك ، ويبحث الكتاب في الخصائص المميزة لمناهج العلوم التي ابرزها ، العلم وطبيعة العلم ، والمسعى العلمي ، ويضم الكتاب مجالات الاهداف في مناهج العلوم وتدريسها المتمثلة في المعرفة الفهم والاستكشاف والابداع والمشاعر والقيم .
لقد أصبح لإصلاح التعليم وتطويره بعامة، والتربية العلمية ومناهج العلوم وتدريسها بخاصة، في كثير من الدول أولوية وطنية، ويسعى المسئولون والمربون إلى تقييمه وتقويمه وإعادة النظر والتفكير فيه وإصلاحه. والحديث عن الإصلاح ذو شجون وشئون، وقد تغلب شئونه شجونه. ففي غمرة التغيرات المتسارعة المذهلة في العلم والمعرفة والإنترنت والتكنولوجيا والاقتصاد والمجتمع...، وامتداد المنافسة عالميًّا من التجارة إلى الأفكار التي تقود البحوث والمختبرات والمصانع، ثمة اتفاق وإجماع واسع وقناعة تامة لدى مربي العلوم والجمعيات العلمية المهنية العالمية على أن الأهداف والغايات التقليدية للتربية العلمية ومناهج العلوم وتدريسها أصبحت في الماضي، وانتهت مدتها وصلاحيتها، واستنفدت أغراضها، وبالتالي ثمة حاجة ملحة وحتمية لإصلاح التربية العلمية ومناهج العلوم ببرامج علوم واستراتيجيات تدريس لا بد من ابتكارها لحياة القرن الحادي والعشرين. وفي هذا السياق، أكدت جهود إصلاح التربية العلمية ومناهج العلوم العالمية على المستقبل وبناء المعرفة؛ من حيث: بناؤها، وفهمها، والاحتفاظ بها، واستخدامها، وتنمية الثقافة العلمية، وقدرات الاستقصاء العلمي، والتصميم التكنولوجي، ومهارات حل المشكلة، والقدرة على اتخاذ القرار في المنظور الشخصي والاجتماعي، وتعرف المخاطر، والتكيف مع التغير في العلم وتطبيقاته، وزيادة ثقة المجتمع بقيمة المعرفة والأفكار والعلم والتكنولوجيا والتكيف معها وتداخلاتها المتبادلة مع البيئة والمحافظة عليها والحد من تدهورها. لقد قامت حركات الإصلاح في ضوء افتراضات ومسلمات عدة؛ من أبرزها: أن الرؤية الجديدة المستقبلة البعيدة المدى تتطلب تغييرات كبيرة في النظام التعليمي التربوي، وأن ما يتعلمه الطلبة يتأثر بدرجة كبيرة بـ(كيف) يتم تعليمهم، والمسعى العلمي، والمحتوى العلمي، هذا بالإضافة إلى أن فهم الطلبة (يُبنى) بشكل نشط من خلال العمليات الاستقصائية الفردية والتعاونية.
تعليقات
إرسال تعليق