وصف الكتاب:
زاد الاهتمام بالمنهج المدرسي كثيراً خلال العقود العديدة الماضية، وذلك بعد التطورات العلمية والتكنولوجية من جهة، وبعد إجراء الدراسات والبحوث العديدة في ميدان التربية وعلم النفس من جهة أخرى. ولم تحدث هذه التطورات في مجال المنهج المدرسي فجأة، أو خلال فترة زمنية قصيرة، بل أخذت وقتاً طويلاً وكافياً نسبياً، تمَّ خلاله إدخال التحسينات، وطرح مقترحات التطوير والتحسين والتعديل، ثم التعرض للتعريفات المتعددة لمفهوم المنهج المدرسي من جانب المتخصصين في هذا المجال. ويمكن للمنهج المدرسي كذلك أن يسهم في عملية الإعداد أو التمهيد لتحقيق التغير المرغوب فيه، عن طريق العمل على إكساب المتعلمين القيم الجديدة، وتأكيدها لهم بشكل يحقق لديهم الدافعية للإنجاز من أجل تحقيق التغيير المنشود فيه، قبل قيام المتعلمين بتوعية ذويهم بخطورة بعض العادات والتقاليد والأفكار القديمة التي لا تناسب طبيعة العصر الذي يعايشونه، والمشاركة الاجتماعية من جانبهم في استثمار وقت الفراغ فيما يعود عليهم وعلى مجتمعهم المحلي بالنفع، في شكل مشروعات أو أنشطة متنوعة من زراعة وصناعة، والقيام ببعض الحرف اليدوية التي تخدم قضية الإنتاج أو مشروعات النظافة، أو برامج مكافحة الأمراض أو الأوبئة في البيئة المحيطة، وما شابه ذلك. وهكذا، يمكن أن يكون للمنهج المدرسي الدور الطليعي في التمهيد والإعداد للتغير المنشود، حتى وإن كان في أضيق حدوده، ممثلاً في البيئة التي يعيش فيها المتعلمون. ويذكرنا هذا بمزايا منهج المشروعات والمنهج المحوري، لما لهما من طبيعة تسمح بتحقيق ذلك الهدف.
تعليقات
إرسال تعليق